وطني

ارتفاع جديد بعدد قتلى الفيضانات في أوروبا

تسببت الفيضانات في غرب ألمانيا في مقتل حوالي 130 شخصا، والعدد مرشح للارتفاع مع وجود أكثر من ألف مفقود. وفيما تكافح السلطات في عمليات الإغاثة، وصف المسؤولون الوضع بأنه “مأساة”. تابعوا تغطيتنا المتواصلة لأخبار هذه الكارثة.

تم إجلاء سكان بلدة أوبهوفن من منازلهم بعد انهيار سد في منطقة هاينزبرغ، غربي ألمانيا. وظل الوضع متوترا حتى وقت مبكر من صباح اليوم السبت، بحسب بيان صادر عن البلدة القريبة من الحدود الهولندية.

ولم يتضح بعد حجم الضرر الناجم عن انهيار السد على نهر رور الذي يتدفق من ألمانيا عبر هولندا وبلجيكا. وتوقع عمدة مدينة فاسنبرج، مارسيل ماورر، في تصريحات لإذاعة غرب ألمانيا أن إغلاق بوابات التحكم في تدفق المياه على الجانب الهولندي قد يؤدي إلى ارتفاع منسوب المياه.

وبحسب مسؤولين في فاسنبرغ، لم تحدث رغم ذلك أي مشكلات خلال الليل وكانت مستويات المياه مستقرة.

وشمل إجراء الإجلاء الذب بدأ ليلة أمس نحو 700 شخص. وحذر مسؤولون السكان في منطقتين أخريين مجاورتين من إمكانية إجلائهم  أيضا.

قالت الشرطة الألمانية في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت إن الوفيات جراء الفيضانات التي وقعت في منطقة أهرفيلير، في ولاية راينلاند ـ بفالس بغربي البلاد، ارتفعت إلى 90 شخصا، بعد أن سجلت أمس 63 حالة وفاة.

وأوضحت الشرطة أن هناك مخاوف من ارتفاع حصيلة الوفيات، مشيرة إلى تلقي  تقارير عن إصابة 618 شخصا.

وهذه أسوأ كارثة طبيعية في ألمانيا منذ الحرب العالمية الثانية. وتجاوز عدد القتلى لحد الآن 130 شخصا، وهو رقم مرشح للارتفاع بسب وجود المئات في عداد المفقودين.

لقي عشرون شخصا مصرعهم وفقد عشرون آخرون في الفيضانات في بلجيكا، حسب أرقام موقتة قدمتها الجمعة وزيرة الداخلية أنيليس فيرليندن.

وقال رئيس الوزراء ألكسندر دي كرو في مؤتمر صحافي إن هذه الفيضانات “غير مسبوقة”. وأضاف “ما زلنا ننتظر الحصيلة النهائية لكن قد تكون هذه الفيضانات الأكثر مأساوية في تاريخ البلاد”، معلنا الثلاثاء 20 تموز/يوليو يوم حداد وطني.

يزور الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير غدا السبت () منطقة راين إرفت المتضررة بقوة من العواصف والفيضانات الأخيرة. وقال ديوان رئاسة ولاية شمال الراين ويستفالا إن رئيس الدولة سيزور ظهر الغد مع رئيس وزراء الولاية أرمين لاشيت مدينة إرفت التي شهدت انجراف العديد من المنازل والسيارات بفعل الفيضانات التي ضربت الولاية. ويهدف شتاينماير إلى الوقوف على الوضع الحالي في مركز التحكم الرئيسي لقوات الإطفاء والحديث مع عمال الإنقاذ حول الوضع.

تدرس المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل زيارة عاجلة إلى منطقة الكوارث بولاية راينلاند بفالتس غربي البلاد. وأعلن المتحدث باسم الحكومة الاتحادية الألمانية شتيفن زايبرت اليوم الجمعة وبعد مشاركة ميركل في لقاء بالفيديو مع فريق الأزمة بالولاية، أن المستشارة ستجري محادثات مع حكومة الولاية بشأن زيارة عاجلة لمنطقة الكوارث.

واطلعت ميركل على الوضع الحالي في مناطق الكارثة وحالة أعمال الإنقاذ من خلال حديثها مع رئيسة وزراء الولاية مالو دراير، وممثلين عن خدمات الطوارئ والوزارات المختصة في حكومة الولاية. وكانت المستشارة الألمانية قد أكدت للمتضررين في ولاية راينلاند بفالتس أن الحكومة الاتحادية ستدعمهم على المدى القصير والطويل.

فر الآلاف من منازلهم في جنوب هولندا اليوم الجمعة بعدما اخترقت المياه الآخذة في الارتفاع أحد السدود واجتاحت عددا من المدن. وأعلن رئيس الوزراء مارك روته حالة الكارثة الوطنية في إقليم ليمبورغ في الجنوب، والذي يقع بين منطقتين تضررتا بشدة من الفيضانات في غرب ألمانيا وبلجيكا.

واستعدت السلطات لإخلاء مناطق كبيرة من مدينة فينلو اليوم الجمعة، وطلبت من سكان بلدة ميرسين الأصغر مغادرة منازلهم.

ومعظم أراضي هولندا دون مستوى سطح البحر، وتعتمد على شبكة معقدة من السدود القديمة والحواجز الخرسانية الحديثة في الحماية من مياه البحر والأنهار. وتمكن الجيش لاحقا من تدعيم السد القريب من ميرسين وفق ما ذكرته هيئة أمنية إقليمية لإذاعة (إل1)، لكن أمر الإخلاء لا يزال ساريا.

ونشرت السلطات المئات من رجال الإطفاء والجنود للمساعدة في تعزيز العديد من السدود وإجلاء السكان. وفي فالكنبورغ القريبة من الحدود البلجيكية والألمانية، اجتاحت مياه الفيضانات وسط البلدة، مما أدى إلى إخلاء العديد من دور رعاية المسنين وتسبب في تدمير جسر واحد على الأقل.

أنشأت الجهات المسؤولة عن إدارة كرة القدم في ألمانيا صندوقا بقيمة ثلاثة ملايين يورو لمساعدة ضحايا الفيضانات الكارثية التي أودت بحياة العشرات في الجزء الغربي من البلاد. وأعلن الاتحاد الألماني لكرة القدم ورابطة الدوري الألماني التبرع اليوم الجمعة (16 يوليو/ تموز 2021)، وذكرا: “صور الفيضانات والدمار، المدى الكامل لهذه الكارثة، يتركنا متأثرين ومذعورين”.

وأضافا في بيان مشترك: “أفكارنا مع أقارب الضحايا والمصابين والعديد من المحتاجين”. وأوضح الاتحاد والرابطة أن الأموال لن تكون قادرة على تخفيف المعاناة الإنسانية ولكنهما يأملان، على الأقل، في تقديم بعض الدعم، وتواصل الاتحاد الألماني لكرة القدم مع الاتحاد الأوروبي “يويفا”، والذي وافق على منح بعض الدعم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى